الرواية مقابل السيناريو: الفرق بين الأدب والسينما
اكتشف الفروق بين الرواية والسيناريو، وتعرف على أساليب السرد، الطول، وحرية التكوين في الكتابة الروائية والسينمائية. لماذا لا يشبه الفيلم الرواية دائمًا؟ اقرأ المزيد في مقالنا الشامل.
مقالات عامة عن الكتابة
مآرب قستي
5/8/20241 دقيقة قراءة


الفرق بين الرواية والسيناريو: من الكتاب إلى الشاشة
يثير هذا السؤال إحدى الصراعات الدائمة بين قراء الروايات ومشاهدي الأفلام. كل طرف يدافع عن موقفه ويدعمه بالأمثلة.
ويطرحون سؤالًا متكررًا: لماذا تختلف الرواية عن الفيلم المقتبس منها؟
وفي الحقيقة إن الرواية عندما تتحول إلى عمل سينمائي يعاد تشكيلها وتُصاغ من جديد بسبب طبيعة اختلاف العمل السينمائي عن الروائي، أو السيناريو عن الرواية.
وبسبب اختلاف الإخراج النهائي للفيلم ترى كثيرًا من قراء الرواية من يصاب بالإحباط، لأن العمل لم يكن كما تصوره أثناء قراءة الرواية. وبالمقابل لا يقرأ مشاهدي الأفلام الرواية عادةً، ولذلك لا يكون لهم تصور مسبق للعمل لكي يخيب أملهم إن لم يرتق له.
مقال اليوم عن الفروقات بين السيناريو والرواية، والتي هي كالتالي:
الرواية مقابل السيناريو: لماذا يختلفان؟
1- طبيعة طريقة العرض:
الرواية: تُقرأ الرواية من خلال الكلمات، ويتشبع القارئ الشخصيات والأحداث دون أن يراها، ويعتمد فقط على خياله دون تدخل المخرجين.
وتكون طبيعة العرض في الرواية معتمدة على الصياغة اللغوية، والتعبيرات، واستخدام التشبيهات، والوصف الأدبي.
هذه الطريقة في العرض تسمح للكاتب الروائي أن يسبر أغوار البشر، ويتعمق في أفكارهم، ويتحدث عن دوافعهم. وتكون التجربة العامة متعمقة وأكثر تفصيلًا.
السيناريو: يعتمد اخراج السيناريو النهائي على التصور البصري والصوتي للمخرج. بالطبع يوجد الكثير من الأمور التي يمكنك عملها بالصوت والصورة، كأن تأتي بمشهدٍ لرجل يتنقل في المدينة ليلًا مع صوت الراديو وهو يذيع أخبار اليوم بينما يعبر أمامه حفنة من الأطفال وهم يلعبون. ولكل عنصر من هذه العناصر على الشاشة هدفٌ تحققه.
لكن حدود السيناريو تقف عندما نصل إلى ما بداخل رأس الرجل، وهنا يكمن الاختلاف. يمكن للمخرج أن يستخدم الإضاءة، والملامح، والجو العام ليتحكم في نفسيه المشهد ويعطي الانطباع المطلوب، لكنه لا يستطيع أن يرينا أفكار الشخصيات ودوافعها ومشاعرها.
أيهما أفضل الرواية أم السيناريو من ناحية طريقة العرض؟
هذا لا يعني أن الرواية أفضل من السيناريو أو أن السيناريو أفضل من الرواية، بل ما نحاول قوله هو أنهما نوعين مختلفين من الفن، ولكل منهما طابعه الخاص، واستخدامه الذي لا يبدله الآخر.
ومن الخطأ أن نخلط بينهما ونخترق القواعد، كأن ندخل الأفكار الداخلية للشخصية عنوة بين المشاهد كما يحدث في بعض المسلسلات الخليجية، حيث تسلط الكاميرا على الشخصية ويصاحب المشهد مقطع صوتي للشخصية وهي تعبر عن مكنوناتها.
ومن الناحية الأخرى لا يمكننا أن نختصر الوصف في الكتابة الروائية والاعتماد على المشاهد كما يحدث في السيناريو.
2- الطول:
الرواية: مطلوب من الرواية التعمق والتغلغل في الشخصيات، سرد الأحداث كلمة بكلمة، ونقل المحادثات للغة المنطوقة والصامتة. لذلك تتراوح صفحات الرواية من 200 إلى 1000.
السيناريو: يتكون من حوالي 100 صفحة فقط، ويعود ذلك إلى كون الرواية عملًا متكاملًا بحد ذاته، أما السيناريو فهو موجز ونص تخطيطي لما سيتم تمثيله وعرضه على الشاشة من حوارات وبصريات وصوتيات، ولا يكتمل إلا به. المخرج يوصل الانطباعات عبر الإضاءة، الحوار، وحركة الكاميرا، لكنه لا يستطيع أن يُظهر الأفكار الداخلية مباشرة كما في الرواية.
3- حرية التكوين:
يلتزم كُتاب السيناريو بنسق معين، ويتبعونه لكي يسهل على الفريق فهمه وتنفيذه. وبسبب ذلك توجد حدود يجب الالتزام بها.
كما يجب وضع المشاهد وطريقة تلقيه للفيلم بعين الاعتبار.
أما الرواية فلا حدود في طريقة كتابتها أو تكوينها، ويستطيع الكاتب أن يكتب ما تمليه عليه مخيلته دون الالتزام بشيء.
قد تُفرض على كاتب الرواية شروط من قبل دور النشر، خاصة التي تكون تجارية من الدرجة الأولى. لكنه بشكل عام يمتلك زمام التحكم ويستطيع السرد بأسلوبه الذي يناسبه.
هذه كانت الفروقات الأساسية ما بين الرواية والسيناريو، وكلاهما عمل إبداعي لا يقل قيمة عن الآخر.
أرجو أن يحل تبين الاختلافات الصراع بين قراء الرواية ومشاهدي الأفلام.


لماذا تختلف الرواية عن الفيلم المقتبس منها؟
١- تحويل الرواية إلى سينما يتطلب اختصارًا وتغييرات لملاءمة العرض البصري: كما ذكرنا بالأعلى تستطيع كتابة حوارات مطولة تدور في ذهن البطل عند كتابة الرواية، ولكنك لا تستطيع وصف مشاعر بشكل مطول بينما البطل يسير في مكانٍ ما. الاختلافات بين السيناريو والرواية في تكوينها، وصياغتها، وطبيعة عرضها هي التي تجعل المنتج النهائي يختلف رغم كونهما يتعبان نفس القصة والرسالة.
٢- القارئ يكوّن صورًا خيالية أثناء القراءة، بينما يفرض الفيلم رؤية المخرج: يصور القارئ القصة كما يحب، ويتخيل الشخصيات كما يرغب. لذلك يعتمد مدى استمتاعه بمدى خياله، وباختلاف خيال الناس يختلف التصور للقصة وبسببه يتفاوت الاستمتاع بالقصة من شخص لآخر. أما الفيلم فلا يظهر سوى موهبة المخرج في الإخراج، وإمكانيات الشركة المنتجة.
لهذا قد يشعر القارئ بالإحباط إذا لم يطابق الفيلم توقعاته. لأن خياله لم يواكب خيال المخرج أو امكانياته.
الخلاصة: تكامل لا تنافس
الرواية تمنحنا الخيال والعمق الأدبي، بينما يمنح السيناريو التجربة البصرية والسمعية. كلاهما فن مستقل لا يغني أحدهما عن الآخر، بل يكملان بعضهما.
كتابة القصة تبدأ من تعلم أساسيات الكتابة، تعلم المزيد عن الكتابة من خلال مقال أهمية الوصف الأدبي وأهميته في تجربة القارئ

ابدأ رحلتك ككاتب اليوم
دورة مجانية: حول كتابك من الفكرة إلى المسودة في ٧ أيام
انضم إلى الدورة المجانية عبر البريد الإلكتروني وتعلّم خطوة بخطوة كيف تنتقل من فكرة بسيطة إلى أول مسودة حقيقية خلال أسبوع واحد فقط.
لا تحتاج خبرة سابقة، ولا وقت طويل. كل ما تحتاجه هو ١٠–٢٠ دقيقة يوميًا.
أسئلة شائعة (FAQ)
1. هل السيناريو أصعب من كتابة الرواية؟
لكل منهما صعوباته. الرواية تحتاج خيالًا ولغة قوية، بينما السيناريو يحتاج دقة في البناء البصري والحوارات. وكلٌ منهما هو فن منفرد له خصائصه وأحكامه.
2. لماذا تكون الرواية أطول من السيناريو؟
لأن الرواية عمل مكتمل قائم بذاته، بينما السيناريو هو مخطط للفيلم ويُبنى على عناصر أخرى مثل التمثيل والإخراج.
3. هل يمكن تحويل أي رواية إلى سيناريو ناجح؟
ليس بالضرورة. بعض الروايات تعتمد على العمق النفسي والأفكار الداخلية، وهي عناصر يصعب نقلها للشاشة.
4. أيهما أكثر تأثيرًا: قراءة الرواية أم مشاهدة الفيلم؟
يعتمد على ذوق المتلقي. القراء يفضلون العمق والتفاصيل، بينما المشاهدون يفضلون الصورة والإيقاع السريع.
5. هل يمكن للكاتب أن يكون روائيًا وسيناريست في آن واحد؟
نعم، كثير من الكُتّاب يجمعون بين المجالين، لكن الأمر يتطلب إتقان تقنيات كل فن بشكل مستقل.
© 2025 MaribBlogs – جميع الحقوق محفوظة.