كيف بدأت رواية الضائع: من فكرة إلى كتاب مطبوع

اكتشف قصة رواية الضائع التي كتبتها مآرب ووعد، حيث تحولت فكرة بسيطة بين طالبتين جامعيتين إلى عمل أدبي منشور يمزج بين الخيال والفلسفة والبحث عن الذات، وسط التحديات والصعوبات.

مقالات عامة عن الكتابةالطباعة والنشر

مآرب قستي

9/24/20251 دقيقة قراءة

كيف بدأت رواية الضائع: من فكرة إلى كتاب مطبوع
كيف بدأت رواية الضائع: من فكرة إلى كتاب مطبوع

كيف بدأت رواية الضائع؟

الفكرة:

كل الأمور الابداعية في هذه الحياة تبدأ بفكرة. والفكرة بالنسبة للضائع كانت انطلاق كل شيء.

ما الذي دفع طالبة الطب في ذلك الوقت "مآرب"، وصديقتها "وعد" من العلاج الطبيعي، على التمسك بفكرة تحتاج نفسًا طويلًا، وتفرغًا مستمرًا، وهما من تخصصات جامعية تستدعي التزامًا وتفاني.

كتابة الروايات ليست عملًا سهلًا، هي عملية تستهلك جميع خلايا الدماغ في إدرار الأفكار، وتستغرق الكثير من الوقت للجلوس وصب هذه الأفكار. عملية معقدة من اختراع الأحداث، وصناعة الشخصيات، ومن ثم تجسيدها كأنها واقع، حرفًا يتلو حرف.

لقد قضوا أيامهم الجامعية بين الأفكار الابداعية. كانت مشاريعهم الخالية من المعنى لبعض الناس، هي قوتهم وهوائهم. حتى في أوقات الامتحانات والمشاريع الكبرى. ولكن الروايات لم تكن إحداها حتى اللحظة.

عملوا على سلسلة مانجا "مافي اسم" والتي تتناول شريحة من حياتهم اليومية، وفيديوهات قصصية نُشرت على اليوتيوب، ومواقع الكترونية تحتوي على مقالات، وقصص قصيرة، والكثير من الاعمال الاخرى. منها ما اندثر ونُسي، ومنها ما هو قائم حتى الآن.

في تلك الأيام أدلت وعد بفكرة ونسيت أمرها، بينما ظلت الفكرة تدور في رأس مآرب حتى صارت واقعًا ملموسًا.

-"فلنكتب رواية عن شخص ضاع في الغابة"

-"تم"

هذا كان جل الحوار الذي جرى بينهم.

لم تكن رواية الضائع عمل فُكر به بعمق، بل دخل مرحلة التنفيذ على الفور. اسم الرواية كان أول اسم تبادر للأذهان، والشخصية الرئيسية والأحداث الأساسية كانت وليدة اللحظة. كل فكرة تظهر نفسها عند المنعطف وتفرض نفسها.

مرحلة العمل:

مرت الأيام الدراسية سريعًا، اختبار يتلوه آخر، ومشاريع تُسلم على مواعيدها، ومآرب مستمرة في الكتابة بين هذا وذلك. بعد مدة قصيرة أرسلت مآرب النص الأولي، والذي كان عبارة عن أول ٣ فصول من الرواية. في حين ذلك، كانت وعد قد نسيت الفكرة التي رمتها ذات يوم، واضطرت مآرب لإعادة شرح الفكرة مرة اخرى كأنها لم تكن وليدة دماغها.

نُسيت هذه الفصول عدة شهور أخرى، وانشغل كلٌ منهما في حياتهم الخاصة. كانت مآرب تنتظر رد وعد على النص الذي كُتب، بينما اتخذت وعد النص هواية قليلة الزيارة. عدلت على النص قليلًا، واضافت عدة فصول، ولكنها لم تنه كتابته. وكلما ذكرت مآرب النص أخبرتها وعد أن تنتظر حتى تفرغ منه.

أُعيد ذكر الرواية من جديد في وقت الجائحة عام ٢٠٢٠. بيوت مغلقة، وشوارع شاغرة، وقلوب مضطربة. كان على شيء أن يملأ وقت الفراغ وإلا جُن الناس. تناولت مآرب النص من جديد، بعد إلحاح لاستعادة النص المعدل من وعد، واعتكفته شهرًا كاملًا، حتى كتبت النهاية. بعد مضي أكثر من عام عليها وهي معلقة.

ومثل مشاريعهم السابقة توقعوا أن توزع على الأصدقاء، ويحتفي بها الناس حولهم لفترة من الزمن، ومن ثم تُطوى وتُنسى.

طُبعت نسخ أولية ووُزعت على الأهل والأصدقاء. قرأها الناس، وأعطى كلٌ منهم انطباعه، وظن وعد ومآرب أن المهمة قد انتهت، وحان الوقت للبحث عن مشروع جديد.  ولكنها لم تنتهِ…

إن كنت تريد معرفة كيفية طباعة نسخك الخاصة من كتابك اطلع على مقال: كيف تطبع كتبك الخاصة؟ الدليل الأول في طباعة الكتب حسب الطلب للكتب العربية، ومقال: كيف تنسق كتابك كالمحترفين؟ ١٥ خطأ تنسيقي شائع يرتكبه الكتّاب المستقلون.

مرحلة النشر:

ألح الأهل على موصلة المشوار، ونقل الرواية عن طريق النشر. أرسلت مآرب النص لإحدى دور النشر التي وقع اسمها في مرمى البصر، تحديدًا على المكتب الذي كانت تعمل عليه، في الكتاب التي كانت تقرأه في تلك الفترة. هكذا دون خبرة في النشر، ودون بحث مكثف عن النشر، دون حتى أن ترفق ملخصًا للرواية، أو أسماء من عملوا عليها.

ومن ثم نسيت أمرها…

بعد فترة وجدت ردًا من دار النشر، تفيد فيها أنهم قد عادوا للعمل بعد الجائحة وأنهم سوف يطلعون على النص. وطلبوا المزيد من المعلومات. أرسلت المطلوب وعادت لانتظارها غير المترقب.

وجاءها الرد بعدها بفترة بسيطة. "نفيدكم بأن لجنة القراءة قد وافقت على نشرها" وهو ما لم يكن في الحسبان.

إن رواية الضائع هو عمل أولي، غير مثالي من وجهة نظر الكُتاب. ولم يسبقه عمل يشابهه، ولا خبرة. ولكنه يظل عملًا محببًا للقلب.

تم نشر الرواية في العام الذي يليه، وطباعة نسخ ملقحة ورسمية، بدل التي طبعها مآرب ووعد للأصدقاء. ورغم العوائق التي واجهتهم في النشر، إلا أنها تظل رواية كتبها الضائعون عن الضائعين.

إن كنت تريد معرفة خلاصة الخبرة التي حصدناها من النشر، وكيفية نشر كتابك اطلع على مقال:  دليل شامل المبتدئين: خطوات نشر كتابك على أمازون KDP بالعربي، و  المقارنة الشاملة: أمازون KDP مقابل منصات النشر الذاتي الأخرى – دليل الكاتب العربي لعام 2026، للنشر الذاتي.

أما النشر التقليدي فقد تم تغطيته في مقال: النشر التقليدي في العالم العربي: الدليل الشامل للكتّاب.

كلنا تواتينا الافكار، ولكن الاصرار عليها هو ما يحولها لواقع

هل قرأت الضائع بعد؟

إنها رواية عن الفقد، وعن تلك اللحظة التي لا تعرف فيها من أنت أو أين أنت… ولكنك تواصل السير.

كيف بدأت رواية الضائع: من فكرة إلى كتاب مطبوع
كيف بدأت رواية الضائع: من فكرة إلى كتاب مطبوع

ابدأ رحلتك ككاتب اليوم

دورة مجانية: حول كتابك من الفكرة إلى المسودة في ٧ أيام

انضم إلى الدورة المجانية عبر البريد الإلكتروني وتعلّم خطوة بخطوة كيف تنتقل من فكرة بسيطة إلى أول مسودة حقيقية خلال أسبوع واحد فقط.

لا تحتاج خبرة سابقة، ولا وقت طويل. كل ما تحتاجه هو ١٠–٢٠ دقيقة يوميًا.

الأسئلة الشائعة 

1. ما هي رواية الضائع؟

رواية عربية معاصرة تمزج بين الخيال والفلسفة، كتبها طالبان جامعيان كعمل أولي، وتتناول موضوع الفقد والبحث عن الذات في عالم غامض ومليء بالتحديات.

2. من هم مؤلفو رواية الضائع؟

قام بكتابتها مآرب (طالبة طب آنذاك) وصديقتها وعد (من العلاج الطبيعي)، حيث بدأت الفكرة كخاطرة بسيطة ثم تحولت إلى رواية مكتملة نُشرت لاحقًا.

3. ما هي أحداث رواية الضائع باختصار؟

تدور القصة حول شخصية رئيسية تجد نفسها عالقة في غابة مجهولة، وتبدأ رحلة مليئة بالغموض والتأملات، حيث يواجه البطل فقد الهوية ويستمر في البحث عن المعنى رغم الضياع.

4. ما الذي يميز رواية الضائع عن غيرها من الروايات العربية؟

تجمع الرواية بين الخيال والفلسفة بلغة بسيطة، كما أنها وُلدت من تجربة طلابية واقعية، مما يجعلها قريبة من القراء الشباب الباحثين عن قصص تمس مشاعرهم وتطرح أسئلة وجودية.

5. أين يمكن شراء رواية الضائع؟

يمكن طلبها عبر موقع نيل وفرات أو من خلال المكتبات العربية المتعاونة مع دار النشر، كما تتوفر أحيانًا في نسخ إلكترونية أو ورقية حسب توفر المخزون.

6. هل رواية الضائع مناسبة لجميع الأعمار؟

نعم، الرواية مناسبة للشباب والكبار على حد سواء، خصوصًا المهتمين بالقصص الفلسفية التي تدور حول الضياع والهوية والبحث عن الذات.

7. هل هناك جزء ثانٍ لرواية الضائع؟

حتى الآن لم يُعلن عن جزء ثانٍ رسمي، لكن الفكرة قائمة وقد تتوسع حسب تفاعل القراء والطلب عليها.