إدمان: نص ساخر عن ادمان الحاجة اليومية

استمتع بنص ساخر وذكي يتناول إدمان الماء بطريقة فكاهية. يسلط الضوء على الحاجة اليومية ويدعو القارئ للتفكير في حاجته اليومية بطريقة غير متوقعة. اكتشف كيف يمكن للكتابة أن تغير توقعاتك وتترك أثرًا عميقًا في ذهنك.

قصص قصيرة

مآرب قستي

9/26/20251 دقيقة قراءة

إدمان: نص ساخر عن ادمان الحاجة اليومية
إدمان: نص ساخر عن ادمان الحاجة اليومية


أنا اتعاطى، واستغرقني الامر ٢٠ سنة لأدرك ذلك.

استيقظ كل يوم على صوت خلايا جسدي وهي تصرخ بعنف. لا ألومها فقد صامت عنه ساعات طويلة. ودون مجاهدة ألبي رغبته فأسقيه جرعات كبيرة كنت قد تركتها على المنضدة بجانبي قبل أن أخلد الى النوم.

أكون بينهم أسرد عليهم إحدى قصصي المثيرة من أيام الطفولة، واستمع إلى أخرى تقصها علي إحداهن. في حيز ضاق بمساحته واتسع بطيبهم تتعالى الضحكات وتتوالى الأحاديث، ومن ثم وبدون مقدمات تجتاحني رغبة شديدة لحيازته. رغبة ملحة لا يزيلها انشغال ولا يعوضها شيء.

أحاول الاستغناء عنه عندما ينقص المخزون وتقل الوفرة، فأشغل نفسي بالرياضة. أقضي خمسة دقائق دون وهن وبعدها ينسكب الوهن كله مرة واحدة وأعاود التعاطي كأنني لم أعزم يوما على المقاومة.

كل يوم منذ استيقظ الى أن أغفو للنوم، ليلا كان أو نهارا، لا يفتأ جسدي أن يرتوي به.

قضيت عشرين سنة من عمري أشربه دون مقاومة، واليوم أتساءل لماذا أشربه كل يوم بلا تردد؟ ولماذا لا أستطيع التوقف متى أردت؟ هل أنا بحاجته لهذه الدرجة؟

وعندها أدركت. نعم، أنا اتعاطى الماء.

انضم إلى قائمة القرّاء المميزين

قصة قصيرة جديدة أسبوعيًا

لمحات من وراء الكواليس أثناء كتابة القصص

هدايا وملفات مجانية للقراء الأوفياء

محتوى ممتع، مختصر، وخالٍ من الإزعاج.

نلتزم بعدم مشاركة بريدك مع أي طرف ثالث. يمكنك إلغاء الاشتراك في أي وقت